حان البكاء*
للشاعر محمد الدومي
حان البكاء وكاد القلـــــب ينفطـــــر
عند التباعد يا أهلــي وخلانـــــــي
فارقتكم ودموع الهجر تغمرنـــــــي
والحزن باد على نفسي ووجدانـــي
هذي حياتي لها في الهجر سيرتها
ما دمت حياً دروب الهـجر أقراني
ذقت الحياة بكف لــــم تذق دنفــــاً
أخشى عليها من الهجران تنســاني
أقسمت أنك في قربي وفي شططي
غذاء فكري وفيه زاد إيمانـــــــــي
يا أجمل الناس فــي دنيا تفرقنــــا
وأجمل الخلق في شعري وألحانــي
قلبي اليك حصين في محبتــــــــه
لم يخش خرقاًمن الانسان والجـــان
فأنت في كنف الإحسان رافــــــدةٌ
نور الحنان إلى زهري وأفنانـــــــي
هذي قلائد من شعري أعلقهــــــا
على متون من الإبـريز تيجـــــــــاني
لولا جمالك ما كان الجمال لهـــــا
ومن جمالك زاد الشعــــــــر إتقاني
يا راكبين متون الجو معـــــــذرة
أقـروا سلامي الى زوجي وولـدان
طال الغياب وقلبي في محبتهــــم
ذاق العذاب كمن يكوى بنيــــران
لله أشكوهموم الهجر يا أملــــي
والله قلبي بهذا الهجر أعيانــــي
فالجسم يثوي بقطرفيه موعدنـا
والروح تشدو بقطر فيه خلانــي
فالنيل لوكان يجري صوب مربعكـــــم
لكان مصدر إرسالي وتحنانــــــي
لكن فيه شفاء من ضنى آلمـــي
لأنه صـنو ما يجري بأوطانـــــي
يا حمزة الروح كم باتت تسائلني
عن الأحبة فتياني وأعوانـــــــــي
فكن معيناً الى الخلان ما برحـت
فيك العزائم يا زهري وريحانـــــي
فاحفظ وفاء ولا تحمل لها كـدراً
وانصر نداء تخفف بطش أحزانـي
واحمل سناء إذا الأقدار تؤلمهـا
عند المسير من الأحجار صــوان
واذكر فداء بجنح الليل عندكـــم
وأحمد الطفل ذكــــرهُ بقـــــرآن
هذي إليكم من الخرطوم قافيتــي
فيها الحنان وفيها صدق عنـــــــــوان