أَمَاوِيَّ ! هَلْ لِي عِندَكُم مِنْ مُعـرَّسِ
أَمِ الصَّرْمَ تَختَارِينَ بالوَصْـل نَيـأَسِ
أَبِينِـي لَنَا ، أنّ الصَّريـمَةَ رَاحَـةٌ
مِنَ الشّكّ ذِي المَخلُوجَـةِ المُتَلَبِّـسِ
كَأَنِّي وَرَحلِي فَوْقَ أَحقَـبَ قَـارِحٍ
بِشُرْبَةَ أَوْ طَافٍ بِعِرْنـانَ مُوجِـسِ
تَعَشّى قَلِيـلاً ثُمّ أَنْحَـى ظُلِوفَـهُ
يُثِيرُ التُّرَابَ عَنْ مَبيـتٍ وَمكنِـسِ
يَهِيـلُ وَيَـذْرِي تُرْبَهَـا وَيُثِيـرُهُ
إِثَـارَةَ نَبّـاثِ الهَوَاجِـرِ مُخمِـسِ
فَبَاتَ عَلَى خَـدٍّ أَحَـمَّ وَمَنكِـبٍ
وَضِجعَتُهُ مثلُ الأَسيـرِ المُكَـرْدَسِ
وَبَاتَ إلى أرْطَـأةِ حِقْـفٍ كَأنّهَـا
إِذَا ألثَقَتـهَا غَبيَـةٌ بَيـتُ مُعـرِسِ
فَصَبّحَـهُ عِنْـدَ الشُّـرُوقِ غُدَيّـةً
كِلابُ ابنِ مُرّ أوْ كلابُ ابنِ سِنبِسِ
مُغَـرَّثَـةً زُرْقـاً كَـأنّ عُيُونَهَـا
مِنَ الذَّمْرِ وَالإيِحَاء نـوّارُ عَضْـرَسِ
فَأدبَـرَ يَكسُوهَـا الرَّغَـامَ كَأنّـهُ
عَلَى الصَّمْد وَالآكَامِ جِذوَةُ مُقبِـسِ
وَأيقَـنَ إِنْ لاقَيْـنَـهُ أَنّ يَـوْمَـهُ
بِذِي الرَّمثِ إِنْ ماوَتْنهُ يَوْمُ أَنفُـسِ
فَأَدرَكنَهُ يأخُذنَ بالسّـاقِ وَالنَّسَـا
كَمَا شَبـرَقَ الوِلدَانُ ثَوْبَ المُقـدِّسِ
وَغَـوّرْنَ فِي ظِلّ الغَضَـا وَتَرَكْنَـه
كَقَرْم الهِجَـانِ الفَـادِرِ المُتَشَمِّـسِ