لم يستغرق الحديث بين ضابط أمن وشبان اتوا للهو مع كلابهم في ضاحية عبدون الثرية غربي العاصمة عمان سوى دقائق قليلة حتى فض الشبان مسيرتهم غير المرخصة التي كانوا يعتزمون تنفيذها بعد عصر الجمعة.
الأمن خلال دقائق ودون مفاوضات مضنية اقنع الشبان بأن ما يقومون به أمر مخالف للقانون وإن تجمعهم قد يعرَضهم للمسؤولية ، فما ان سمع الشبان هذا الكلام حتى انصرف الجميع من المكان وانسحبوا بهدوء خلال دقائق معدودة.
الشبان المترفون تجمعوا في ساحة بالقرب من عبدون مول وكانوا يعتزمون تنفيذ مسيرة الكلاب الرابعة وهي ما تسمى بـ ( Dogs walk) إلى أن الشرطة احبطت مخططهم.
المسيرة تهدف إلى الترفيه عن الكلاب وتعارف أصحابها على بعضهم البعض كما ان الأشخاص سيتعرفون على كلاب الاخرين ما يعني أن ذلك سيحد من عمليات السرقة التي تحدث عادة ويتم بيعها غالبا الى هواة مربي الكلاب وذلك على حد قول احدهم ل عمون .
ويقول "شرف" أن هناك سوقا لبيع الكلاب وكثيرا ما يأتي أشخاص لابتياعها وقد اشترى احدهم كلبا الاسبوع الماضي بـ 600 دينار ، ويشير الى أن بعضها يصل إلى 1200 دينار.
في هذه الأثناء يمر احد سائقي المركبات فيعجب بكلب صغير فيستفسر عن سعره فيجاب بأنه بـ 100 دينار ، فيما آخرون يشدُهم مشهد إنزال كلب ضخم يدعي "الدينجرس" من سيارة صاحبه وهو مربوط بشكل محكم خشية مهاجمته لأحد الحضور .
شاب مشارك في المسيرة اعتذر الى صديقته عن مقابلتها بسبب معرفته المتأخرة بموعد المسيرة وقال لها عبر الموبايل " أنا اسف حياتي ما قدرت اشوفك لأني طلعت على عبدون مع "ويليس" ليتعرف على اصدقاء جدد - قاصدا كلبه - داعيا اياها المشاركة ان رغبت المجيء.
شاب آخر كان يتحدث الى صديقه عبر الهاتف "انا في مكان غريب ، وممكن اتأخر شوي" ، ليتبين أن الشاب قادم من منطقة ليست ببعيدة (مرج الحمام) لكن ما رأه كان جديدا بالنسبة له خاصة وأن المشاركين غالبيتهم من عمان الغربية .
تنتشر الكلاب في ساحة امامية خالية قرب "عبدون مول" ويتجمع اصحابها بعد ان تتم الدعوة لها بشكل منظم ، فينطلقون مع كلابهم عبر الطريق في سوق عبدون مرورا من امام السفارة الامريكية وانتهاء بدوار عبدون حيث يتم التقاط الصور التذكارية.
يقول أحدهم " لقد نفذنا مسيرات عدة ولكن لا نعرف هذه المرة من قام بالتبليغ عنا وقدوم الشرطة وطلبها عدم الاستمرار في فكرتنا " ويشير إلى أن العدد أصلا هذه المرة كان قليلا نسبة الى مسيرات سابقة ".
شاب آخر حين سئل إن كان سيتحرك الجميع إلى موقع آخر اجاب " هذا الموضوع صار في شرطة وما شرطة .. بدنا نروح على بيوتنا احسن النا " ، ورغم ان الشرطة فضت المسيرة إلا أن أفرادها الذين خاطبوا الشبان كانوا في غاية التهذيب وتعاملوا معهم بأسلوب الاقناع وبشكل حضاري إلا ان احدهم قال " ارجو من الجميع المغادرة وإلا ساضطر إلى فضها بطريقتي .. ثم استدرك قائلا : وفق القانون ".
ويقول مراقب لـ "عمون" : يجهل الكثير من الشباب الانظمة والقوانين المتبعة حتى في مثل هذه المسيرات فينحازون إلى تقليد الغرب دون أن تكون لديهم خلفية قانونية ، ويشير إلى أن الشبان لو رفضوا التعاطي مع الامن فإن الصلاحيات تمنحهم وفق الانظمة والقوانين مصادرة الكلاب عدا مخالفتهم لقانون الاجتماعات العامة".
وبحسب المادة الثالثة من نظام ترخيص الكلاب والإشراف عليها ضمن حدود أمانة عمان الكبرى لسنة 2009 فانه "لا يجوز لأي شخص أن يقتني كلباً ضمن حدود الامانة ما لم يكن مرخصاً وفي رقبته طوق ومعلق عليه لوحة تعريف معدنية صادرة بشأنه وفقاً لاحكام هذا النظام".
مراقبون انتقدوا عدم التزام اصحاب الكلاب المشاركة في المسيرة اخذ الاحتياطات الواجب توفرها عند القيام بمثل هذا الحدث كما هو الحال في بعض الدول التي تجبر اصحاب الكلاب او المنظمين بلجم فم الكلب اثناء مشاركته بالمسيرة كأجراء احتياطي تخوفا من ايذاء المواطنين في حال تحرره من قبضة صاحبه.
يشار الى ان مجلة (pettopia) وهي متخصصة في رعاية الحيوانات الاليفة قامت قبل نحو 3 شهور وبالتعاون مع جمعية الرومانيات للتنمية الاجتماعية بتأجيل مهرجان للكلاب البوليسية بناء على رغبة المحافظ بحجة عدم ملائمة الظروف بعد حصولها على كافة الموافقات الرسمية ، وكان من المفترض ان يذهب ريع المهرجان للمكفوفين و مرضى التلاسيميا.
هذا وتستثمر بعض الشركات المختصة في العناية بالحيوان هذه المناسبة حيث تقوم بتوزيع نشرات حول جاهزيتها لتقديم كافة الخدمات للكلاب ، من طعام وشراب وعلاج وبعض الاكسسوارات