مع كل صفعة تصفعنا اياها الحياة تهدينا ورده
خَيلوا مَعي
كُنتم تسيرون بالطريق وإِذا بِشخص يقف أَمامك ويَصفعك .
قد تتشاجرون مَعه
قَد تقفون مذهولين فماذا فعلتم له ليفعل لكم هذا
قد تندهشون فأنتم لم تآذوا شخص يوما ما
قد لا تتركونه قَبل إدخاله السَجن
لكن المدهش هو أن يقوم نَفس هذا الشخص بإرضائكم وإهدائكم ورده وفي كلتا الحالتين لا يقدم لكم سببا
لأفعاله
قَد تتساءلون من هو هذا الشخص
إنها الحياة "
كلما صفعتنا الحياة اهدتنا ورده
قد تصفعنا الحياة بألم .
فَلا نجد من نشكو لَه ويبقى هذا الألم داخلنا
ينمو معنا ويكبر
وبالمقابل .
قَد تهدينا الحياة ورده حنان .
كلما صفعتنا الحياة اهدتنا ورده
تنسينا ألم السنين بهمسة حنون
أو ضحكة مِن القلب تجعلنا نعيش الأمل من جديد وننسى الألم
قد تصفعنا الحياة بكل جبروت .
فننكسر ونضعف ونفقد الثقة بجميع الناس
ونرى الحياة أنها مجرد دموع وأسى
وبالمقابل
قد تهدينا ورده فرح
كلما صفعتنا الحياة اهدتنا ورده
تشرق في قلبنا المظلم
وتنير لَنا طريقنا كصباح جميل وتغريدة طير وضحكة طفل
فنبقى مشرقين .
قد تصفعنا الحياة بقسوة .
فلا يبقى لنا صديق ولا قريب
ونشعر بالوحدة القاتلة .
ونكون أسيرون الوحدة لا نهتم بمن حولنا
ولا حتى بأنفسنا
فيضيع منا قطار العمر و يرمينا وحيدين
وبالمقابل
قَد تهدينا ورده حُب
كلما صفعتنا الحياة اهدتنا ورده
تجعلنا نحب أنفسنا ونحب هذه الحياة
ونحب حتى الطير الذي يغرد ليوقظنا في صباح جديد
ولكن
ليست كل صفعة هِي قسوة
فقد تكون الصفعة مؤلمة كي توقظك من زيف وخداع
أو تكون قوية لتريك ما أنت تتجاهل رؤيته
وليست كل ورده هي حب
كلما صفعتنا الحياة اهدتنا ورده
فكم من وردة نلمسها فننجرح من أشواكها
وكم منوردة تختفي وراءها القبح وخلف لونها الجميل سواد
وكم من وردة جميلة لا رائحة لها
وتذكروا جيدا
إن صفعتنا الحياة فلابد أن تهدينا وردة
فانتظروا هذه الوردة بعد كل صفعة