دخل بخطى ثابتة وكأن قوة كانت وراء تحركاته.. وراء سكناته.. وكانت هذه القوة احرص ان تكون لحظة الصفر فى الصفر
وكان لهذه القوة من القوة والدقة والعلم ان تقدر كل حركة بل كل سكنة اعلى تقدير ...دخل وتمتم هامسا ولكن همسته كانت اعلى صوت سمعته ..اخترقنى. اخترق كل اجزائي واطرافى ..كانت تمتمة ولكنها كانت افصح ما سمعت وابلغ ما فهمت ...وتدفقت بضع كلماته فى نفسي فتدفقت بها مشاعرى واحاسيسي.. منعه الخجل ان يتم جملته ولكنها وصلتنى كاملة ....وقف فى باب الغرفة وتوقفت كلماته فى الحنجرة ولكنها سرعان ما وجدت سبيلا اخر للخروج...ورمقنى بنظرة افقدتنى وعيي لبرهة ولكنى سرعان ما استعدته ووجدت نفسي افهم كل مااراد ان يقول وما يريد ان يقول ...وجدت نفسي فى اقل من جزء من ثانية مرت علينا قد تحدثت اليه وتحدث الي ...وافضت اليه وافاض الي...واحسست انه قريب منى وانى اعرفه منذ زمن وشعرت منه باستئناسه الي أنسا بدأ يشجعه على اعادة ترتيب جملته ترتيبا صحيحا ولكنه كلما اراد التكلف سبقته العفوية وتلعثم...ومن دون ان تتكلم شفتاي قلت له" نعم لقد فهمت ويكفى اليوم ما قلت ..."أنا أيضا احسست برعدة غريبة ولكنى كنت أثبت منه او أتظاهر .لم يكمل خطواته الى الداخل اكتفى بتحية مختصرة ...وولى سريعا كانه خشي ان يفتضح امره ويكتشف ما فى عينيه وقلبه ...ولى سريع الخطى مضطرب الاطراف ...ولزمت مكانى ادعى الهدوء واللا مبالاة جلست جالست نفسي اجيبها على اسئلة لم تطرح علي ...كنت أود أن أناديه ..اطلب منه ان يبقى ..ولو قليلا..لن اطالبه بالحديث..لن نحتاج الى اي لغة... ..غير الصمت ..الصمت يكفينا للتواصل..كنت ساقوم من مكانى واناديه واتشبث به لكنه غادر سريعا ولم اجد بي قوة للنهوض واللحاق به...دخل بقوة خارقة دفعته للدخول وخرج بقوة دفعته للخروج ..لم تكن له الخيرة فى الدخول الي كانت القوة هي من جعله فى طريقي وجعلتنى فى طريقه ...ولا خيار لى سوى هذه القوة ان تجمعنا ثانية ...وللابد...