عازف على أوتار الرحيل
جاء إليها ليودعها الوداع الابدي.. وكأنه بذلك يذبح حبه
الذي لطالما عاش معه سنين طويلة.. يذود عنه بكل مااوتي من قوة.. وصبر!.
سلم إليها اخر ماخطته شرايينه من احاسيس لاتنطق الا بحروف حبه لها..
اخذت الكتيّب!!..
واخذت تتصفحه صفحة.. صفحة..
ونصا ً.. نصا ً..
وجملة.. جمله..
وحرفا ً..حرف..
وهو سارح الفكر !.
شارد الذهن !.
ووجهه محاط بدخان التبغ!!..
وعيناه تقاسمت نظراتهما الارض.. والسماء..
فتارة تتجه للاعلى !.
وتارة تتجه للاسفل !.
غاااااااااارقا في حزنه!.
عبثا يتجلد بالصبر!!..
مسكون بالحيره!!..
لايعلم اين اتجاه بوصلته!..
ألتفتت إليه هي متسائلة!!.. ومصعوقة!!..
لماذا لم تكتب كلمة ( احبك ) في صفحة اخيرا كما في السابق ؟
وكانت معتادة ان يذيل كل كتيب يهديه اليها بجملة ( اخيرا احبك )
هو : لان هذه الكلمة اصبحت غالية بالنسبة الي!!..
هي : ياااه غاليه ؟
هذا يعني انك اصبحت تبخل بها علي؟
هو : جدا جدا !!..
هي : ولماذا ؟!..
هو : لانك لن تسمعينها ان قلتها لكِ!!..
هي : ولماذا لا اسمعها؟!
هو : لان المسافة قد اصبحت بيني وبينك بعيدة!!..
هي : هذا يعني انك ستدخر كلمة ( احبكِ ) لغيري!..
هو : بكل تأكيد !..
هي ( وقد أستعدلت في مكانها واندفعت بسؤال متعطش للاجابه : ومن هي ؟
هو : انتي !!..
هي ( متسائلة وهي تسترد انفاسها مرة اخرى ) : عجبا ًمن امرك !!.. ألم تقل انها فتاة غيري ؟
هو : بلا !!..
هي : ارجو ان تفصح كي افهم اكثر !!..
هو : انتي الحاضر!!.. اما تلك الـ (انتي ) التي اقصدها فهي الماضي!!..
هي : الماضي !!.. الماضي !!.. الماضي !!.. الا تلاحظ انك قد آلمت راسي بذكرك الماضي كثيرا ؟
نظر إليها وعلى وجهه ابتسامة تتهافت السخرية من اجزائها ملتزما ً الصمت!!..
هي : لماذا تسخر مني وتصمت؟ اجبني!!
هو : وماعساني ان اقول ؟ غير ان الماضي اعطاني الكثير بما فيه انتي .. والحاضر سلب مني الكثير بما فيه انتي!!..
هي : ولكن هذا الحاضر سيكون ماضيا في يوم من الايام !!..
هو : ولكنني لن اعتبره ماضيا ً!. ولن اعترف به !!..
هي: ولماذا ؟!
هو : لانني لست سوى جرح قادم من الماضي الى الماضي !!.. وسأشد الرحال الى المستقبل عبر اروقة الماضي!!..
هي : للاسف لا افهم ماتقول !!..
هو وقد نهض من مكانه وهو يحمل امتعة رحيله الابدي : وانا ايضا!!..
نهضت معه وهي تسأله : لماذا نهضت من مكانك ؟
اجابها بنبرة مبحوحة ومخنوقة : لكي ارحل !!..
سألته والخوف يجتاح ملامحها : وهل سنلتقي مرة اخرى ؟
هو : لا اعتقد ذلك!!..
هي : ولماذا ؟!
هو : اسئلي الايام والسنين !!..
هي والدموع تنهمل من عينيها: ولكن اين سترحل ؟
هو : الى الابد !!..
حينها امتلا المكان بكل تفاصيل الفراق !!..
وضجّ الكون بصخب الوداع!!..
في هذه اللحظة!!..
أستفاق السطر الـ (ماقبل الاخير ) على صوت معطس القلم وهو يكتب في السطر الاخير :
الى .. الـ لا لقاء ياحبيبتي الابدية !!..